تبصرة الطالبين بموقف المسلم مما يحدث في فلسطين
تاريخ النشر : 2023-10-16
عدد المشاهدات : 1891
مرات التحميل : 0
-
لا يوجد ملفات للتحميل
تبصرة الطالبين بموقف المسلم مما يحدث في فلسطين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
لا يخفى على متابِع ما حدث ويحدث في هذه الأيام لإخواننا في فلسطين وفي غزّة -خاصة- من القتل والتشريد والدمار والاضطهاد والظلم.
ومن الواجب على المسلمين تجاه هذا الحدث العظيم؛ ما يلي:
أولا: الرجوع إلى العلماء في معرفة حكم الحادثة.
إذا نزلت بالمسلمين نازلة، وحدثتْ فيهم حادثة؛ فالواجب على المسلمين عامة، وعلى طلبة العلم خاصة، التريث وعدم الاستعجال أو التصدر والافتيات على العلماء في بيان الحكم، أو الإفتاء والتوجيه في هذه المسائل الكبرى المصيرية.
فقد أرشد ربنا -سبحانه وتعالى- في مثل ذلك بالرجوع إلى الكتاب والسنة، وبإسناد الأمر إلى العلماء، فيتولّون إظهار ما ينبغي إظهاره أو إخفاء ما حقه الإخفاء؛ مما قد يكون ظهور حقيقته -أو واقعه- فتنة لبعض المسلمين، خصوصا عوامهم.
فقال الله -سبحانه-: ﴿وَإِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعوا بِهِ وَلَو رَدّوهُ إِلَى الرَّسولِ وَإِلى أُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطانَ إِلّا قَليلًا﴾[النساء:٨٣].
ثانيا: طاعة العلماء فيما يبيّنونه من حكمٍ وموقفٍ مع الحادثة.
قد تقرر في منهج السلف أهل السنة والجماعة، وجوب طاعة ولاة الأمور من العلماء والأمراء، في غير معصية الله، فكما لا يُتقدّم عليهم في بيان الأحكام، خاصة النوازل، فكذا تجب طاعتهم فيما ذهبوا إليه.
قال سبحانه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنازَعتُم في شَيءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسولِ إِن كُنتُم تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ ذلِكَ خَيرٌ وَأَحسَنُ تَأويلًا﴾[النساء:٥٩].
قال الإمام الطبري -رحمه الله-: أي: "ذلك خير لكم عند الله في معادكم، وأصلح لكم في دنياكم؛ لأن ذلك يدعوكم إلى الألفة، وترك التنازع والفرقة، وأحسن تأويلا، يعني: وأحمد مَوْئلا ومغبّة، وأجمل عاقبة".
ثالثا: الحرص على جمع الكلمة والبعد عن إثارة الفتنة.
تقرر -مما سبق- أنه يجب على طلاب العلم أن يتقوا الله -عز وجل-، وأن يحرصوا على جمع الكلمة، وتوحيد الصف؛ على الحق الذي أراده الله، وأن يكفوا عن التراشق فيما بينهم وتبادل الاتهامات وإثارة الفتنة، وأن لا ينزلوا كلام العلماء في غير محله، أو أن يحققوه في غير مناطه وظروفه التي ورد فيها؛ لما في ذلك من التلبيس، وربما الافتراء، والعياذ بالله.
رابعا: استحضار أخوّة الإسلام مع المضطهدين.
قد أثبت الشارع الأخوة بين المسلمين، فخطأ المسلم -في مسألة ما- لا يُسوِّغ إسلامه وتركه لعدوّه الكافر، ولا خذلانه والشماتة به، أو الدعاء عليه، أو تمني حلول الشر به، أو الفرح بذلك، وخاصة عند حلول قضية مصيرية كهذه.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ». رواه البخاري (٢٤٤٢)، ومسلم (٢٥٨٠).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أُتِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ [الخمر]، قَالَ: «اضْرِبُوهُ». قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللهُ. قَالَ: «لَا تَقُولُوا هَكَذَا، لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ». رواه البخاري (٦٧٧٧).
خامسا: نصرة المظلوم.
يجب على المسلمين كافة التعاطف مع إخوانهم في فلسطين عامة وفي غزة خاصة، لما حل بهم من البلاء، وأن ينصروهم بما يستطيعون؛ من دعوات صادقة، أو مساعدات مالية، أو توجيهات أو تثبيت وتعزية وتسلية.
عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى». رواه البخاري (٦٠١١)، ومسلم (٢٥٨٦)، واللفظ له.
مقالات مقترحة

تنبيه أهل الصيام على أخطا...
يقدم ا.د حمد بن محمد الهاجرى مقال بعنوان تنبيه أهل الصيام على أخطاء متعلقة ب...
1026
0

ليلة السابع والعشرين أحرى...
يقدم ا.د حمد بن محمد الهاجرى مقال بعنوان ليلة السابع والعشرين أحرى موافقة لل...
1090
0

أحكام عشر ذي الحجة والأضح...
يقدم ا.د حمد بن محمد الهاجرى مقال بعنوان أحكام عشر ذي الحجة والأضحية والعيد
894
0
التعليقات
عبده عبدالله عبده دهب
2023-10-16جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم
أضف تعليق