حكم اختلاط الرجال بالنساء في ميادين التعليم والعمل
تاريخ النشر : 2023-09-17
عدد المشاهدات : 1832
مرات التحميل : 0
-
لا يوجد ملفات للتحميل
حكم اختلاط الرجال بالنساء في ميادين التعليم والعمل
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنَّ اختلاطَ الرّجال بالنّساء في المؤسَّسات الماليّة أو العلميّة -وغيرها من ميادينِ العمل المختلفة- أمرٌ منكرٌ، ومحرَّم شرعاً، وهو باب لهدمِ القِيَم والأخلاق والفضائل، ويقع على رأسِ الأَوْلَويَّات التي يدعو -ويسعى- إليها أعداء الإسلام؛ بهدف سلخِ الأمة عن دينها وأخلاقِها، ومن الأدلة على تحريم الاختلاط بين الرِّجال والنساء:
١- قولُ الله -سبحانه وتعالى-: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾[النور:30-31]، ووجه الاستدلال: أنه تعالى أمر كُلاًّ من الرجال والنساء بِغَضِّ البصر عن الآخر، فلو نظر الرجل إلى المرأة بغير قصد وجَب عليه صَرْفُ بصره؛ فعن جرير بن عبدالله -رضي الله عنه-، قال: «سَألْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نَظَرِ الْفُجَاءَةِ، فأمرني أَنْ أصْرِفَ بَصرِي». رواه مسلم (2159).
فهل يمكن لِرَجُلٍ أن يَغُضَّ بصره عن امرأة تجلس معه في مَقاعد الدِّراسة، أو تعمل معه في نفس الغرفة؟!
٢- نهى الشارع عن الاختلاط في أشرف البِقاع وأحَبِّها إلى الله؛ وهي المساجد، فجعل صُفوف الرِّجال في المقدّمة، وصفوفَ النساء في المؤخّرة، وحَثَّ المرأة على البعد عن الرجال وعدم الدُّنوِّ منهم؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خير صفوف الرّجال أوّلها، وشرّها آخرها، وخيْر صفوف النساء آخرها، وشرّها أوّلها». رواه مسلم (440).
ومع كثرة ووضوح الأدلة التي تحرِّم الاختلاط فما زال بعض مرضى القلوب يدعون للاختلاط؛ متعلقين ببعض الشُبَه، والتي أجاب عنها العلماء، وبيَّنوا تهافُتها.
ثم إنه ليس كل التقاء بين الرجال والنساء يُعَدّ اختلاطاً محرَّماً؛ فالمرأة في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت تمرّ في الطريق، وتقضي حوائجها، وتمشي في السوق -مثلاً-، وليس هذا بالاختلاط المنهي عنه، إنما المنهي عنه هو الالتقاء المستقر الذي يطول وقته؛ لأنه محل الفتنة، كأن يكون محصورًا في مكان معين؛ كأماكن العمل وفصول الدراسة.
فعلى المسلم أن يتقي الله، وأن يلتزم شرعه؛ بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، فالدعوة إلى الاختلاط -والترويج له- محادَّةٌ للهِ ورسوله، وسبَبٌ للذّلّ في الدّنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ﴾[المجادلة:20].
ويجب على الأمة الإسلامية أن تعتقدَ أنَّ عزّتها -الحقيقيّة- إنما هي باتِّباع هذا الدّين، فهو مصدر عزِّها وكرامتها، فما أمر الله -تعالى- بأمر إلا وفيه صلاح البشرية، وما نهى عن شيء إلا وفيه هلاكها، وأخبرنا القرآن الكريم عن آثار المعاصي على مرتكبها، فقال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ﴾[الأنعام:47].
مقالات مقترحة

التحذير من التساهل بالحجا...
يقدم ا.د حمد بن محمد الهاجرى مقال بعنوان التحذير من التساهل بالحجاب بالشرعي
909
0

حكم استعمال الصائم لقطرة...
يقدم ا.د حمد بن محمد الهاجرى مقال بعنوان حكم استعمال الصائم لقطرة العين
1174
0

حكم الحج مع الدين أو بالا...
يقدم ا.د حمد بن محمد الهاجرى مقال بعنوان حكم الحج مع الدين أو بالاقتراض
966
0
التعليقات
أضف تعليق