حكم اقتناء شجرة الكريسماس

تاريخ النشر : 2023-12-25

عدد المشاهدات : 332

مرات التحميل : 0

مشاركة


    لا يوجد ملفات للتحميل
أضف الى المفضلة

حكم اقتناء شجرة الكريسماس

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

مع قرب نهاية العام الميلادي ينتشر وضع ما يسمى بـ "شجرة الكريسماس" في كثيرٍ مِن الأماكن؛ كالمحلات التجارية الكبيرة، وغيرها مِن الأماكن التي يرتادها الناس.

ومما ينبغي للمسلم أنْ يعرفه: أنَّ شجرة الكريسماس أحد شعارات أعياد النصارى، وهي رمز لاحتفالاتهم بأكبر أعيادهم الدينية، وأصلها وثني؛ أخذها النصارى مِن الوثنيين في ألمانيا، الغَنِيَّة بأشجار الصنوبر، حيث كانت بعض القبائل فيها تعبد ثورًا تسميه "إله الغابات والرعد"، وتزين أشجار الصنوبر أثناء الاحتفال به.

وبمعرفة جذور هذه العادة يتبين أنَّه يحرم على المسلم اقتناء هذه الشجرة (الكريسماس)، ولو لم يحتفل بالكريسماس؛ لما في ذلك مِن تقليد الوثنيين وأهل الأديان المحرفة، والتشبه بهم، وتعظيم أمر يرمز إلى دينهم.

وقد نهى الشرع عن التشبه بالكفار، ومن أدلة ذلك:

1- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم». رواه أبو داود (4031) واللفظ له، وأحمد (5114) مطولاً، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4031)، ولا شك أن مشاركة الكفار في أعيادهم من التشبه بهم.

2- قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «خالفوا المشركين...». متفق عليه، وأعياد الكفار من أعمالهم التي يجب أن نخالفهم فيها.

3- أجمع الصحابة -والأئمة مِن بعدهم- على تحريم المشاركة في أعياد الكفار وتهنئتهم بها؛ وكان اليهود في المدينة وخيبر، ولم يُنْقِل عن أحدٍ مِن الصحابة مشاركتهم في أعيادهم أو تهنئتهم بها.

أ- قال عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: (‌مَنْ ‌بَنَى ‌بِبِلَادِ ‌الْأَعَاجِمِ، وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهُمْ، وَتَشَبَّهَ بِهِمْ، حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ كَذَلِكَ؛ حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). أخرجه البيهقي في "الكبرى" برقم (18863)، وصححه ابن تيمية.

ب- قال ابن تيمية - رحمه الله-: "فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم مِن إظهارها، فكيف يسوغ للمسلمين فعلها؟!". "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/510).

ج- قال ابن النحاس -رحمه الله-: "واعلم أنَّ أقبحَ البدعِ -وأشنعَها- موافقةُ المسلمين للنصارى في أعيادهم؛ بالتشبه بهم، وفي ذلك مِن الوهنِ في الدين، وتكثيرِ سوادِ النصارى، والتشبهِ بهم، ما لا يخفى، فالواجبُ على كل قادر أنْ يُنكرَ على أهل الذمةِ التظاهرَ بأعيادهِم ومواسمِهم، ويمنعَ مَن أراد مِن المسلمين التّشبّهَ بهم في شيءٍ مِن أفعالهِم، ومأكلهِم، وملابسهم، ومخالطتِهم فيها، وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". "تنبيه الغافلين" (ص500).

وغير ذلك مِن الأدلة الواردة في الحث على مخالفة اليهود والنصارى.

فينبغي على المسلم: أنْ يتق الله، وأنْ لا يتساهل في مثل هذه الأمور.

كما ينبغي على مَن وَلِيَ أمر المسلمين: أنْ لا يسمح لأحد بوضع هذه الشجرة في محله التجاري، أو غيره مِن الأماكن، ولو لم يحتفل بالكريسماس.

وكذلك ينبغي على التاجر المسلم: أن يتق الله، وأن يوقن أنَّ مَن تَرَكَ شيئاً لله عَوَّضه الله خيراً منه، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾[الطلاق:2-3].

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين


التعليقات

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

لقدوصلت للحدالاقصى

0 /