حكم استعمال الصائم للقطرة

حكم استعمال الصائم للقطرة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.

أما بعد: فيحتاج بعض الصائمين المرضى لاستعمال القطرات، سواء أكانت للأنف أم للعين أم للأذن، ويمكن معرفة مدى تأثيرها على الصيام في ما يأتي:

أولاً: قطرة الأنف^([1]):

الصحيح من أقوال أهل العلم: أن استعمال قطرة الأنف يُفطر الصائم إذا وصل ماء القطرة إلى المعدة، وهو اختيار الشيخين ابن باز وابن عثيمين؛ لما جاء عن لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ‌وَخَلِّلْ ‌بَيْنَ ‌الْأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا»^([2]). فالحديث يدل على أنه لا يجوز للصائم أن يُدخل الماء إلى المعدة عن طريق الأنف، إذ إن الأنف منفذ إلى المعدة؛ عن طريق الحلق.

فعلى الصائم اجتناب استعمال هذه القطرة، إلا إذا تضرر بترك استعمالها، فحينئذ يستعملها، ولكن يحتاط أن لا يصل ماء القطرة إلى المعدة، فإن وصل شيء منها إلى المعدة لزمه قضاء ذلك اليوم.

ثانياً: قطرة العين^([3]):

الصحيح من أقوال أهل العلم: أن استعمال قطرة العين لا يُفطر الصائم، وهو اختيار الشيخين ابن باز وابن عثيمين؛ لأنّ الأصل عدم التفطير وسلامة العبادة، حتى يثبت لدينا ما يفسدها، ولأنّ كمية القطرة التي توضع في العين يسيرة، ثم إنها تُمتَص جميعها أثناء مرورها في القناة الدمعية، ولا تصل إلى البلعوم، فضلاً عن وصولها إلى المعدة، وأما الطَّعْم الذي يشعر به في الفم؛ فلأنها تنتقل من القناة الدمعية إلى مناطق التذوق في اللسان.

ثالثاً: قطرة الأذن^([4]):

الصحيح من أقوال أهل العلم: أن استعمال قطرة الأذن لا يُفطر الصائم، وهو اختيار الشيخين ابن باز وابن عثيمين؛ لأن الأصل عدم التفطير وسلامة العبادة، حتى يثبت لدينا ما يفسدها، ولأن الأذن ليست منفذاً إلى المعدة؛ إلا إذا خُرِقت طبلة الأذن.